في إسطنبول التركية حدثت أغربهم على الإطلاق عندما تقدم الميلان بنتيجة 3-0 في واحدة من أفضل الأشواط على الإطلاق في تاريخ نهائيات الكأس الأوروبية وهي النتيجة التي وضعتهم على الطريق نحو لقبهم السابع كملوك القارة الأوروبية ولكن فجأة انقلب كل شئ ليتعادل نده في المباراة ليفربول ويصبح كل شئ مهدد بالضياع وهو ما حدث في النهاية حيث خسروا بركلات الجزاء الترجيحية .
ليست فقط تلك الذكرى الأليمة التي سنذكر مشجعي الميلان بيها عندما سقط في نهائي دوري أبطال 2005 ولكن بكل الأحوال فإنه اليوم وبعد تقدمه بأربعة أهداف دون رد في الذهاب فهو يمتلك أقوى الظروف التي تؤهله لتجنب المفاجآت ولكن ذلك لا يمنع إعادته لذكريات الإنهيار الأوروبي المشهود له فيها .
دعونا لا نذهب بعيداً ففي نفس النسخة التي خسر فيها النهائي بشكل درامي أمام ليفربول وقبل زيارته المشؤومة لإسطنبول التركية كان قد ارتكب خطأ مشابه في نصف نهائي البطولة ذاتها أمام آيندهوفين الهولندي حيث إضطر للإلتجاء لقاعدة الهدف خارج الأرض لكي يتأهل بعدما سقط بثلاثة أهداف خارج أرضه فيما أنقذه هدف متأخر من ماسيمو أمبروزيني حفظ ماء وجهه وضمن له الصعود .
سجل رائع من السقطات التاريخية
1985-86 كأس الاتحاد الأوروبي - الدور الثاني
لوكوموتيف ليبيزج
(الفوز بالهدف خارج الأرض)
1995-96 كأس الاتحاد الأوروبي - ربع النهائي
بوردو
الخسارة 3-2 في مجموع المباراتين
2003-04 دوري الأبطال - ربع النهائي
ديبورتيفو لاكورونا
الخسارة 5-4 في مجموع المباراتين
2004-05 دوري الأبطال - نصف النهائي
آيندهوفين
(الفوز بالهدف خارج الأرض)
2004-05 دوري الأبطال - النهائي
ليفربول
الخسارة 3-2 بركلات الترجيح
3-3 (بعدما كان متقدم 3-0)
المباراة الأخيرة نفسها أعادت للأذهان ذكرى الرحلة الكبيسة إلى ديبورتيفو لاكورونا الإسبانية قبلها بعام واحد عندما رجحت نتيجة الذهاب كفته نظراً لفوزه بأربعة أهداف لهدف قبل أن يشهد الفريق إنهيار مروع في تاريخ كرة القدم الأوروبية خسر على أثره بأربعة أهداف نظيفة وسمح للحزن أن يطغى على ميلانو بشكل كامل في تلك الليلة .
نظراً للمواقف السابق ذكرها تاريخياً فيجب على مشجعي الأرسنال أن يبداوا في الاعتقاد بأنهم مازالوا يمتلكون الفرصة كاملة للصعود إلى الدور ربع النهائي وخطف البطاقة من قلب ملعب الإمارات الليلة حتى وإن كان فريقهم منهزم بنتيجة أربعة أهداف دون رد في الذهاب وحتى وإن كان الفريق الحالي للميلان يستبعد معه مشجعو الروسونيري حدوث تلك السقطات التاريخية المسبوقة .
فقط على الأرسنال أن يأخذ المتغيرات في الحسبان ففي السان سيرو الميلان كان أفضل في كل شئ وتفوق على رجال ارسين فينجر فقد كان أكثر إعداداً للمباراة وإستعداداً ولم يرحم المنافس ولكن ذلك تغير على مدار الـ20 يوم الماضية بشكل يُشير إلى إنهيار آخر وشيك الحدوث فقد فاز ارسنال في أكثر من مناسبة كبيرة على مستوى الدوري الإنجليزي وفي النهاية يبقى الميلان في حاجة لتسجيل هدف واحد لقطع الشك باليقين وإنهاء المباراة مبكراً .
الأمر نفسه على الجانب الآخر مع ميلان فقد عاد إبرا للعمل بعد ثلاثية في مرمى باليرمو بالدوري الإيطالي مطلع الأسبوع الحالي وبات مستعداً لتحمل المسؤولية عن هجوم الفريق ، روبينهو أيضاً بدأ في استعادة مستوى وبدا عكس المستوى المخيب الذي ظهر به بداية الموسم الحالي .
ربما كان لدى الميلان الوقت الكافي والإمكانيات الكافية لتجنب عودة المنافس برباعية وقلب الطاولة عليهم ولكن نفسه هو الوقت ونفسها هي الإمكانيات التي كان يمتلكها الميلان قبل أن تُقلب عليه الطاولة في مناسبتين عام 2005 حتى وإن كان قد خرج عدد كبير من اللاعبين الذين شاركوا في تلك النكبات إلا أن طبيعة الفريق لم ولن تتغير .
مثلما توجد سقطات كثيرة للميلان فهناك أيضاً المواقف المشابهة التي صمد فيها الفريق أقربها كان أمام ليفربول أيضاً في 2007 عندما تقابلوا في نهائي نفس البطولة وتألق فيليبو إنزاجي وسجل ثنائية أنهت الأمور مبكراً قبل أن يظهر الشبح مجدداً متمثلاً في ديرك كويت الذي أعاد ذكريات الماضي لملعب المباراة إلا أن لاعبي الميلان وقفوا حينها متجردين من القلق وقدموا مباراة بثت في نفوس مشجعيهم وكأنهم أصبحوا أخيراً على قدر من القوة يكفيهم للتغلب على مخاوف ماضيهم .
عموماً فإن تلك الأيام السيئة في الماضي هي الدروس المستفادة التي شكلت خبرة الميلان الأوروبية في الحاضر وبدلاً من الاستسلام للذكريات المؤرقة فيجب على الميلان أن يلعب لتجنبها فلا يتمنى جمهوره رؤية كارثة جديدة على الأقل الليلة .
للمزيد من مواضيعي